نشرت الصحيفة الإلكترونية "غيوبوليتيكا" مقالا بقلم دميتري روديونوف، ناقش فيه مع خبراء ضغوط الإدارة الأمريكية على روسيا عبر الاستفادة من الورقة الأوكرانية.
نشرت الصحيفة الإلكترونية "غيوبوليتيكا" مقالا بقلم دميتري روديونوف، ناقش فيه مع خبراء ضغوط الإدارة الأمريكية على روسيا عبر الاستفادة من الورقة الأوكرانية.
جاء في المقال:
يأمل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن تغير روسيا سلوكها في أوكرانيا. هذا ما قاله نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس خلال زيارته إلى إستونيا؛ مضيفا أن "النشاط الروسي في زعزعة الاستقرار غير مقبول"، وأن الرئيس الأمريكي سيوقع قريبا مشروع القانون الجديد لتشديد العقوبات على روسيا.
فهل يمثل ما جاء في هذه التصريح الموقف الرسمي للإدارة الأمريكية؟ وهل يعني هذا أن الرئيس الأمريكي قرر المضي حتى النهاية في الضغط على روسيا، بشأن "المسألة الأوكرانية"؟
يقول مدير مركز الدراسات الأوراسية فلاديمير كورنيلوف إن ترامب يحاول المناورة في السياسة. فهو يتعرض للضغط من قبل أوساط النخبة السياسية ووسائل الإعلام الأمريكية. وهو يدرك جيدا أنهم سوف يتغلبون بكل سهولة على حق النقض ضد مشروع قرار العقوبات. لهذا، ولكيلا يبدو في مظهر الفاشل أمام ناخبيه، قرر ركوب الموجة.
ويضيف فلاديمير كورنيلوف أن الولايات المتحدة أطلقت مشروع "تغيير النظام في روسيا" قبل مجيء ترامب إلى الرئاسة، لهذا، سوف تفعل واشنطن كل شيء ممكن لزعزعة الاستقرار في روسيا، لاحتواء نموها وإثارة مشكلات إضافية لها، والعقوبات - مجرد واحدة من الأدوات.
بينما يرى نائب مدير المعهد الوطني لتطور الإيديولوجية المعاصرة إيغور شاتروف أن موسكو تمتلك الكثير من خيارات المناورة في روسيا نفسها وعبر العديد من المناطق الأخرى من العالم. وهذا يمكن أن يشكل ورقة للمساومة بيدها في المفاوضات على أوكرانيا. فترامب يعمل في إطار منطقه الذي اعتاد عليه كرجل أعمال، كما يقول شاتروف، وهو قد "أدرك أن النمو الاقتصادي المتصاعد لبلادنا يمثل منافسا قويا للولايات المتحدة في الأسواق العالمية". وهذا الاعتقاد لدى ترامب يتناسب مع السيناريو، الذي أعده له ممثلو الاحتكارات التجارية، والذين سمحوا له بالفوز في الانتخابات.
وليس من باب المصادفة، كما يلاحظ شاتروف، أن انتقادات ترامب انخفضت في أمريكا، بل تتحدث بعض المصادر عن ارتفاع شعبيته، وهذا فقط بسبب أن "تصرفاته الخرقاء ضد روسيا تلاءمت بشكل جيد مع السيناريو الآخر الذي أعد مسبقا".
ويخلص شاتروف إلى القول إن ترامب يرتكب خطأ جسيما في واحد من الأمور هنا - وهو أن تطبيق مبدأ المصلحة التجارية نهجا ثابتا في العمل السياسي لا يحقق نجاحا مضمونا. كما أن الضغط على روسيا يجعل من حلفاء الولايات المتحدة اليوم خصوما لها في المستقبل. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، بحسب شاتروف، هو: هل إن ترامب على استعداد للعمل بمهارة كسياسي؟ أم أنه سيمارس ضغطه كرجل أعمال؟ ترامب رجل يغالي جدا بثقته في نفسه، وعلى ما يبدو فهو لن يكون جاهزا للحوار إلى ذلك، حين يصبح مقتنعا تماما بأن أفعاله باتت تعود بالضرر الكبير على الولايات المتحدة.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
روسيا اليوم - الإعلام الروسي
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022