تجهر بالمعصية فاخرا بأنك عصيت الله !!! ...

نسخة للطباعة2011.03.24

كتبها: أحمد يونس - دنيبروبيتروفسك

كان في السابق إذا ارتكب أحدنا معصية ما فإنه يختبئ ويبتعد عن أنظار الناس، إما خوفاً من التأنيب له أو أن يشار إليه بالمعصية وارتكاب الخطيئة، لكننا اليوم ونحن نعيش بمجتمع غربي وثقافة غربية بعيدة عن الإسلام، كان الأحوج لأحدنا أن يبتعد بمعصيته ويخفيها عن إخوته العرب والمسلمين، ولكن ما رأيته بأن مرتكب المعصية والكبائر لا يتورع عن إظهار ما يرتكب.

في سؤال المصطفى محمد – صلى الله عليه وسلم - عن المجاهر أجاب فقال : "كُلُّ أمتي مُعَافىً إلا المجاهرين، وإنّ مِنَ المجَاهَرةِ أنْ يعملَ الرجلُ بالليل عملاً ثم يُصبِحُ وقد سترَه اللّه فيقول: يافلان عملتُ البارِحَة كذا وكذا، وقد بات يَستُرهُرَبُّهُ وُيصْبح يَكشِفُ سْترَ الله عَنْهُ" صدقت يا رسول الله، أخبرتنا بذلك قبل مئات السنين، ولكن يا حسرة على مسلمين نسوا بل تناسوا أمور دينهم وأحكام فرائضهم، بل وجهلوا ما أعد الله لهم من عذاب عظيم يوم لا يشفع مال ولا بنون.

(لا تنظر إلى صغر الخطيئة .. ولكن أنظرإلى عظمة من عصيت) هو نداء لكل أخ عربي و مسلم سافر من بلده ليطلب العلم في هذه البلاد، أقول له: ضع نصب عينيك مخافة الخالق، وإن كنت تخاف الناس فاعلم أن هناك من يجب أن تخشاه وتخافه بل وتشكره وتحمده لأنه سبحانه قال: "إن الله تواب رحيم".

فكفاك يا بن آدم أن خالقك يتيح لك فرصة عظيمة لتدخل في توبة نصوح لا ترجع بعدها إلى المعصية ولا تجاهر بها أمام العامة، وبذلك تلحق بالركب قبل أن تغرق.

أخي الحبيب يا من شربت الخمر وارتكبت الفاحشة ولعبت القمار وأكلت بالربا ونسيت فرائض الخالق، إنها فرصة عظيمة، بل فرصة لا تعوّض .. أن تترك ما بيدك من كبيرة ومعصية وتعلنها لنفسك قبل الآخرين أنني قد تبت ورجعت لدين الله تعالى، ونويت على الاستقامة والطاعة .. امتثالاً لأمر الواحد الأحد.

إخوتي الأحبة، ما كتبت هذه الكلمات إلا حباً لكم، ورجاءً بمحاولة إصلاح المئات من شباب المسلمين الذين غرقوا في وحل المحرمات في هذه البلاد وغلبت عليهم شهوتهم وأضحوا في الملذات منغمسين.

وأخيرا أقول: إن الأصل في الإنسانأن يجاهد نفسه ويبتعد عن المعاصي ما استطاع إلى ذلك سبيلا، فالجنة قد حفت بالمكاره،وتستحق منا بذل الغالي والنفيس لأجل الوصول إليها والتنعم في نعيمها الأزلي، فإنغلبه هواه وعصى الله تعالى،  فليتق الله وليراجع نفسه ويزجرها، ويستر على نفسه ولا يخبر أحداً بمافعل، عل الله عزوجل بذلك يتوب عليه ويغفر ذنبه ويستره في الآخرة كما ستره فيالدنيا.

هدانا الله وإياكم وجعلنا من عباده الصالحين ...

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022