بعد التدخل العسكري ودعوات الانفصال.. سكان القرم منقسمون إزاء المستقبل

بعد التدخل العسكري ودعوات الانفصال.. سكان القرم منقسمون إزاء المستقبل
مؤيدو روسيا يعتبرون أن سلطات كييف الجديدة فاشية
نسخة للطباعة2014.03.04

محمد صفوان جولاقرئيس التحرير

بطرق مختلفة تنظر شرائح المجتمع القرمي الرئيسية إلى حاضرها ومستقبلها، في ظل تحرك عسكري روسي على أراضي شبه الجزيرة، ومساع سياسية في أروقة برلمانها وحكومتها نحو الانفصال عن أوكرانيا، أو حتى الوحدة مع روسيا.

العشرات يتظاهرون يوميا أمام مبنى الحكومة في سيمفروبل عاصمة الإقليم الذي يتمتع بنظام حكم فيدرالي، وهم غالبا من المؤيدين لروسيا، لأن مناوئيها لا يتظاهرون الآن، خشية من وجود المسلحين الروس في محيط المبنى وغيره، وكذلك من صعود سلطة متطرفة متشددة تحقد على كل من يوالي سلطات كييف ويعادي موسكو، كما يقولون.

جلنا بين المتظاهرين المؤيدين لروسيا، الذين يحملون أعلامها وشعارات تندد بالغرب و"السلطات الفاشية" بالعاصمة كييف، وتروج لاستفتاء تقرير المصير المقرر إجراؤه في الثلاثين من الشهر الجاري.

بين الحين والآخر يدخل المظاهرة مناوئون، فيبدأ حوار ينتهي غالبا بجدل وتبادل للاتهامات والشتائم، يعكس جوانب عدة من اختلافات وخلافات القرميين إزاء ما يحدث وقد يحدث على أراضيهم، ومخاوفهم على مستقبلهم، معا أو كشرائح عرقية ودينية مختلفة، من أبرزها الروس الذين يشكلون نحو 50% من إجمالي عدد السكان البالغ 2.5 مليون نسمة، والأوكرانيون (30%)، والتتار (نحو 20%).

روسيا الأم

فالينتينا سيدة قدمت من مدينة سيفاستوبل ذات الغالبية السكانية من أصول روسية، تقول لن القرم بغالبيته السكانية وتاريخه ومصالحه جزء من روسيا، ولا يمكن أن يكون تابعا للغرب الذي يزحف نحو "روسيا الأم" لتهديد حدودها.

وتعتبر فالينتينا أن القرميين والروس حاربوا لطرد الفاشيين عن أراضيهم، ولن يقبلوا بالولاء والتبعية لهم، لأنهم "سيقتلوننا وينتقمون من روسيا"، في إشارة إلى الاتهامات الروسية لبعض الأحزاب الأوكرانية بالفاشية والحقد والتضييق على الروس كأقلية.

وترى فالينتينا أن روسيا جاءت لتحمي رعاياها والقرميين، ولتمكين الاستقرار ودعم مصالح القرم التي تهددها سلطات كييف، لا لاحتلاله وتمزيق نسيج مجتمعه.

انطباع خاطئ

وبالمقابل تدافع السيدة إيرينا عن سلطات كييف الجديدة و"ثورة اليوروميدان" فيها، مؤكدة لفالينتينا أن المخاوف من الفاشية واهية، ولا تستند إلى حقيقة أبدا.

إيرينا ترى أن ما يجري مصطنع بهدف احتلال القرم والضغط على كييف، وأن مستقبل القرميين إذا ما انفصل عن أوكرانيا سيكون مرهونا "بعصابة متطرفة تحكمه، وبشركات روسية تسيطر على اقتصاده".

وتشير إيرينا إلى أن غالبية المؤيدين لروسيا من كبار السن، ومن أنصار أحزاب شيوعية ظلت تنادي بالوحدة مع روسيا طوال الأعوام الماضية، معتبرة أن محركهم "انطباع ذهني خاطئ عن الغرب الذي تقدم في مجال الحريات والخدمات، بينما لا يزالون يعيشون بعقلية القرن الماضي، ويحنون لعبودية الديكتاتور والذل له".

تتار القرم

مخاوف التدخل والتقسيم عظيمة أيضا بالنسبة لتتار القرم المسلمين، عبر عنها الشاب مصطفى، فقال إن بسط السيطرة الروسية على القرم يعني بالضرورة عمليات تهجير وإبادة جديدة ضد التتار، على غرار ما حدث في العام 1944.

ويضيف: "روسيا هي التي عرقلت أي حلول لقضايانا العالقة منذ استقلال أوكرانيا، لأنها لا تريد أن تعود للتتار حقوقهم، فهذا قد يؤثر على مصالحها ومصالح رعاياها في الإقليم، وهي تعلم أن التتار لن يقبلوا بالولاء لها إلا كرها".

وقال: "غدا ستشوه الحقائق. سنتهم بحمل السلاح والتطرف والإرهاب كمسلمين، وسنشهد اعتداءات متكررة علينا، أو على غيرنا باسمنا لنحارب".

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس - الجزيرة

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022