المصريون في أوكرانيا.. ضد "الانقلاب" أم مع "خارطة الطريق"؟

المصريون في أوكرانيا.. ضد "الانقلاب" أم مع "خارطة الطريق"؟
من تجمع المفوضين للسيسي أمام مقر السفارة قبل أيام
نسخة للطباعة2013.08.14

محمد صفوان جولاقرئيس التحرير

"كذب الإعلام المصري عابر للقارات"، بهذا تصف بعض رموز الجالية المصرية في أوكرانيا إعلام بلادها، وهو وصف يحمل إلى جانب السخرية كثيرا من الغضب، خاصة بعد أن ذكرت بعض المواقع المصرية مؤخرا أن المصريين في أوكرانيا يؤيدون عزل الرئيس محمد مرسي وتأييد الفريق عبد الفتاح السيسي في ذلك، وتأييد "خارطة الطريق" التي أعلنها.

ونشرت المواقع صورا من داخل السفارة المصرية بالعاصمة كييف، قالت إنها لبعض رموز الجالية بعد تجمع تأييد للسيسي، الأمر الذي نفته شخصيات في الجالية بشدة، وأكدت أنها تقف مع شرعية حكم الرئيس المنتخب ضد "الانقلاب".

وزاد من غضب أبناء الجالية تناقل الخبر من قبل بعض وسائل الإعلام الناطقة بالعربية وغيرها في أوكرانيا، معتبرين أن في ذلك انحيازا فاضحا إلى طرف دون آخر، ولا يتصل بالأخلاق والمهنية.

تزييف أم واقع؟

وقال محمد قاسم نائب رئيس الجالية في كييف إن خبر التأييد للسيسي عار عن الصحة، وهو من صنع إعلامنا الكاذب المضلل، مؤكدا أن الأشخاص في صور الخبر لا يمثلون الجالية أبدا، خاصة وأن عددهم لا يتعد 10، وعدد أبناء الجالية في أوكرانيا لا يقل عن 1500.

وقال طارق الكمالي رئيس رابطة المصريين في مدينة أوديسا – أكبر تجمع للمصريين في أوكرنيا - قال إن "غالبية المصريين في أوكرانيا مع شرعية الرئيس مرسي، وضد الانقلاب".

وبالمقابل، قال هاني إبراهيم، وهو صاحب شركة سياحية، وأحد الداعين إلى تفويض السيسي لفض الاعتصامات المؤيدة للشرعية، قال إن 25 مصريا وقعوا على عريضة لتفويض السيسي، وسلموها إلى السفارة، ولولا السفر إلى الوطن في رمضان لكانت أعداد الموقعين أكبر بكثير، حلى حد قوله.

وأكد أن معظم المصريين في أوكرانيا يقفون مع الفريق السيسي في عزله للرئيس مرسي، فالأخير لم يخدم مصر كما خدم إسرائيل خلال عام حكمه، كما يرى.

صوتنا لمرسي

ويؤكد محمد قاسم نائب رئيس الجالية في كييف أن ما لا يقل عن 70% من المصريين في أوكرانيا صوتوا لصالح الرئيس محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية، وبالقبول لجميع الاستفتاءات التي تبعتها، ومعظمهم أطباء ومهندسون وتجار وطلاب جامعيون مثقفون يدركون صعوبة الواقع، وخطورة العودة بمصر إلى ما قبل 25 يناير 2011.

وفي هذا السياق أيضا، يؤكد طارق الكمالي أن قلوب وعقول المصريين في أوكرانيا تقف ثابتة إلى جانب المعتصمين في ميادين الشرعية ضد الانقلاب، مطالبين بعودة الرئيس المنتخب محمد مرسي، ومحاسبة المنقلبين وقتلة المتظاهرين السلميين بعد 30 يونيو.

وأضاف: لا يمكن للشعب المصري الحر أن يعود إلى الذل بعد ثورة 25 يناير، وغالبيته تدرك أن الطريق لا يزال صعبا أمام تحقيق مطالبها، ويؤمن أن ما يحدث هو عودة بالبلاد إلى نظام الرئيس حسني مبارك، ولكن بوجوه جديدة يبدو أنها أكثر قمعا.

حياد وولاء

ويرى الكمالي أن السفارة منحازة إلى "الانقلاب"، وموظفوها يركبون "موجة جديدة" حفاظا على الكراسي والمناصب، وهذا يدل على أن الصعوبات التي كانت تواجه الرئيس مرسي كبيرة وعميقة في داخل مصر وخارجها، ولا يمكن حلها في عام واحد، بل استغلت كحجة للانقلاب عليه.

وبالمقابل نفى أسامة توفيق بدر سفير مصر لدى أوكرانيا، نفى انحياز السفارة إلى طرف دون آخر، مؤكدا أن موقفها يعكس موقف الدولة المصرية وينفذ سياساتها، وأنها سفارة جميع المصريين في أوكرانيا، وفيها تعقد اجتماعات تواصلية شهرية معهم.

وفي هذا السياق، لفت بدر إلى أن مؤيدي الرئيس المعزول لم يتصلوا بالسفارة، ولم يسلموا السفارة أي اعتراض على ما حدث ويحدث في مصر.

وأكد أن المؤيدين للسيسي دخلوا السفارة لأنهم تجمعوا دون ترخيص أمامها، وأعدادهم كانت تسمح بذلك، فدخلوا وسلموا رسالة تفويض السيسي لفض الاعتصامات، و"السفارة كانت ستعامل المؤيدين لمرسي بالمثل لو أنهم تظاهروا أمامها".

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس

العلامات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022