المرأة رمز ضروري وحاضر قوي في الانتخابات الأوكرانية

المرأة رمز ضروري وحاضر قوي في الانتخابات الأوكرانية
محللون يعتبرون أن كوروليفسكا تسير نحو خلافة تيموشينكو في شعبيتها ورمزيتها
نسخة للطباعة2012.07.27

قد يكون من الطبيعي أن تترأس المرأة حزبا أو حكومة في الغرب، وأن تترشح لمنصب الرئاسة أيضا، لكن للمرأة أدوارا أكثر وأوسع في أوكرانيا، فحضورها في المشهد السياسي ضرورة رمزية إن لم تكن سياسية، وبه قد تعرف وجهة أية انتخابات ونتائجها.

ويستند هذا الواقع – بحسب محللين - إلى تاريخ قدّم المرأة الأوكرانية كبديل عن الرجل، وخاصة بعد الحرب العالمية الثانية، التي قضت على نحو 3 ملايين رجل، معظمهم كانوا جنودا في الجيش الأحمر السوفيتي.

وتشير إحصاءات في هذا الإطار إلى أن أعداد النساء بعد الحرب كان تزيد عن أعداد الرجال بواقع الضعف تقريبا، ولا تزال متقدمة حتى يومنا هذا بواقع 65%، بحسب إحصائية لمركز الدراسات الاجتماعية في العاصمة كييف.

وتستعرض ليديا بيدلوجنا– وهي محاربة قديمة تبلغ من العمر 83 عاما - أدوار المرأة الأوكرانية خلال الحرب وبعدها، فتقول إن الجيش استدعى كل من يستطيع حمل السلاح من الرجال، فقضى الكثير منهم وممن لم يشاركوا بالقتال، ما أجبر الأمهات على العمل لإطعام أطفالهن، أو حتى "القتال" لحمايتهم من القوات النازية.

كسب العواطف

وبالاستناد إلى تاريخ المرأة الأوكرانية، يرى خبراء ومحللون أنها باتت أبرز من يستطيع حشد التأييد وكسب العواطف في المشهد السياسي الأوكراني (وخاصة بين النساء)، والدخول كمنافس قوي في أية انتخابات.

ويتضمن التاريخ الحديث أمثلة كثيرة في هذا الإطار، كنتاليا فيترينكو مؤسسة الحزب التقدمي الاشتراكي في تسعينيات القرن الماضي، وآنّا هيرمان النائبة البارزة في مجال حقوق الإنسان والمساعدات الخيرية.

ولعل من أبرز الأمثلة أيضا مشاركة زعيمة حزب الوطن يوليا تيموشينكو في الثورة البرتقالية 2004، الأمر الذي اضطر الرئيس السابق فيكتور يوتشينكو لتعيينها رئيسة للوزراء، بحسب يوتشينكو نفسه.

وفي هذا الإطار، يعتبر فولوديمير كوروس الخبير في مركز الدراسات الاجتماعية بكييف أن الحكم بسجن تيموشينكو 7 سنين بتهمة إساءة استخدام سلطاتها السابقة سيؤثر دون شك على سير الانتخابات البرلمانية المقبلة، "لأن شعبيتها زادت لأسباب عاطفية، بعد أن كانت قد تراجعت قبل سجنها لأسباب اقتصادية".

واقع مفروض

ومع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية في تشرين الأول/أكتوبر المقبل، برزت على الساحة السياسية وجوه نسائية سياسية جديدة في أوكرانيا، حازت بسرعة على اهتمام الإعلام وأحاديث الناس.

ومن أبرز هذه الوجوه نتاليا كوروليفسكا التي كانت قيادية في حزب "الوطن" المعارض وتتزعم الآن حزب "أوكرانيا نحو الأمام"، ويرشحها محللون لتكون خليفة تيموشينكو في رمزيتها وشعبيتها، ونقل الأضواء عنها.

ويقول فياتشيسلاف شفيد الكاتب والمحلل السياسي – ومستشار الرئاسة السابق لشؤون الأمن القومي - إن الأحزاب والقوى الأوكرانية تعي جيدا أهمية أن تبرز من قياداتها عناصر نسائية لكسب الشعبية والتأييد في الانتخابات، فهذا واقع على الأرض.

ويشير إلى أن غالبية الحملات والدعايات حتى الآن هي للوجوه النسائية الجديدة على الساحة السياسية، تمهيدا لخوض الانتخابات، وحول تلك الوجوه تدور الكثير من الشكوك، بأن من يقف خلفها قوى وأحزاب كبيرة، تريد أن تستغلها في النهاية لكسب أصوات الناخبين، ثم تشكيل تحالفات.

أوكرانيا برس + الجزيرة نت

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

العلامات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022