الفايننشال تايمز: إفلاس أوكرانيا سيكون ضربة موجعة لأوروبا أكثر من اليونان

الفايننشال تايمز: إفلاس أوكرانيا سيكون ضربة موجعة لأوروبا أكثر من اليونان
أوروبا ليست مستعدة للقتال من أجل أوكرانيا
نسخة للطباعة2015.07.13

قالت صحيفة الفايننشال تايمز أنه بسبب الوضع في اليونان، فقدت أوروبا الرؤية تجاه المشاكل الاقتصادية في أوكرانيا، معتبرة أن تقصير الأوروبيين في حق أوكرانيا سيؤدي إلى عواقب أكثر خطورة من تلك المتوقعة نتيجة الأزمة اليونانية.

وإذا لم تقم أوروبا، تضيف الصحيفة، بمساعدة السلطات الأوكرانية لمنع حصول كارثة اقتصادية في البلاد، فإن أوكرانيا ستصبح دولة فاشله في أوروبا، وسيبدأ الآلاف من الأوكرانيين في الهجرة إلى الدول الأوروبية المجاورة.

الصحيفة ذكرت أنه في العام 2014، انخفض الناتج المحلي الإجمالي لأوكرانيا بنسبة 5٪، وفي عام 2015، يتوقع المحللون انخفاض إضافي بنسبة 5 الى10٪ أخرى، مما يعلق  المشاريع الاستثمارية، بما فيها تلك المتعلقة بقطاع الطاقة، الذي يكتسي  أهمية كبيرة للمستثمرين الأجانب.

بالإضافة إلى ذلك، فإن إمدادات الفحم من الدونباس والغاز من البحر الأسود بالقرب من ساحل القرم، توقفت ، بحيث أصبحت أوكرانيا أكثر اعتمادا على واردات الغاز والفحم من جنوب أفريقيا وأستراليا وأوروبا، وحتى من روسيا. بالطبع، كل هذه الموارد مكلفة، وفي معظم الحالات الموردين يريدون الدفع مقدما وبالعملة الصعبة.

ونتيجة لذلك ترتفع الديون الخارجية بحيث تصبح أوكرانياغير قادرة على السداد ، والآن هي على حافة التخلف عن السداد.

 إذا حدث هذا، تقول الصحيفة، فإن البلاد تفقد الفرصة لأخذ قروض جديدة، وتتوقف الاستثمارات في القطاع الصناعي أيضا، بالرغم من أنها ضرورية لأوكرانيا لوقف التدهور الاقتصادي.

الفايننشال تايمز تضيف أن توقف الإستثمار والإقراض ليس هو النتيجة الوحيدة للإفلاس. الآلاف من الأوكرانيين سيببدأون في الهجرة إلى بولندا وسلوفاكيا ورومانيا والمجر المجاورة. وإذا كانت أوروبا لا تستطيع أن تتعامل مع تدفق محدود من الأشخاص الذين يعبرون البحر الأبيض المتوسط، يمكننا بعد ذلك التخمين في الذعر والفوضى التي ستحدثها نتائج الأزمة الأوكرانية.

ماذا يجب فعله؟ تسأل الصحيفة:

في واشنطن، كان هناك مؤتمر اقتصادي، الهدف منه هو جذب استثمارات جديدة إلى أوكرانيا. "هذه الجهود الرائعة هي دليل آخر كما تقول الصحيفة على أن الحكومة الأمريكية تنظر إلى الوضع في أوكرانيا على أنه أسوأ من أي بلد أوروبي. ومع ذلك، فإن هذه الجهود لن يكون لها تأثير إذا لم يتم حل المشكلة مع ديون البلاد.

وترى الصحيفة الأمريكية أن خلق فرص عمل جديدة، والحد من تكلفة الواردات عند نقطة ما، بالإضافة الى مساعدة أوكرانيا لتصبح دولة مصدرة للكهرباء، وتدعيم  المشاريع التي تمكن من تحقيق المزيد من الربح، بما يسمح من استخدام الأرباح لسداد الديون، في مقابل الحصول على إذن من الدائنين لإعادة جدولة المدفوعات، كلها أمور ستساعد على إعادة قطار أوكرانيا الى السكة.

كما تحتاج أوكرانيا في مقابل هذا إلى نموذج عمل جديد لاقتصادها، يجب أن تكون الطاقة أساسا له، كما ترى الصحيفة" .

هذا واعتبرت الفايننشال تايمز أن كل هذه الخطوات لن تحل المشكلة مع الإنفصاليين في الشرق ، التي لن تنتهي إلا عندما تتوقف روسيا عن دعمها للإنفصاليين، بحيث تفقد الأمل في نجاح مخططها، بالإضافة الى تعبها من العقوبات الإقتصادية عليها.

الفايننشال تايمز ترى  أن أوروبا ليست مستعدة للقتال من أجل أوكرانيا. ومع ذلك، ينبغي عليها أن تفعل كل ما هو ممكن للحيلولة دون تحول أوكرانيا إلى دولة فاشلة في أوروبا.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

وكالات

العلامات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022