الأزمة تشعل حربا إعلامية بين روسيا وأوكرانيا

الأزمة تشعل حربا إعلامية بين روسيا وأوكرانيا
مسيرة احتجاجية قام بها جنود أوكرانيون في القرم ضد التدخل الروسي
نسخة للطباعة2014.03.08

محمد صفوان جولاقرئيس التحرير

مخاوف الدخول في حرب عسكرية تبقى حاضرة في مشهد الأزمة الأوكرانية، لكن حضور الحرب الإعلامية بات واقعا عمليا في ظل تصاعد الأحداث وزيادة حدة الاحتقان والتوتر بين الجانبين، وخاصة في إقليم شبه جزيرة القرم جنوب أوكرانيا، الذي يتجه نحو الانفصال أو حتى التبعية لروسيا.

في القرم أوقف بث جميع القنوات التلفزيونية الأوكرانية يوم الأمس لتستبدل بقنوات روسية، ومنعت طواقم بعضها من تغطية الأحداث فيه، ومن أبرزها طاقم القناة الخامسة الموالية لسلطات كييف الجديدة، وطاقم قناة "تي إس إن" الإخبارية.

وكذلك تعرضت عدة مواقع قرمية أوكرانية معارضة للانفصال إلى عمليات حجب أو قرصنة، كما تم حجب موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لعدة ساعات قبل أيام، بالتزامن مع حديث دار حول هجوم وشيك ستشنه القنوات الروسية على قواعد عسكرية أوكرانية.

أوكسانا رومانيوك الرئيسة التنفيذية لمنظمة "مراسلون بلا حدود" أكدت تعرض صحفيين أوكرانيين وأجانب يوم الأمس لاعتداءات جسدية من قبل موالين لروسيا قرب إحدى القواعد العسكرية الأوكرانية بالإقليم، مشيرة إلى صعوبة التواصل معهم حاليا للسؤال عن حالهم وأعدادهم.

تأكيد وتكذيب

وتتبادل وسائل الإعلام المحلية والروسية الاتهامات إزاء حقيقة ومهنية تغطيتها للأحداث، وكذلك إزاء تسويقها لاحتجاجات "اليورو ميدان" والسلطات الجديدة في العاصمة كييف، أو لموقف الرئيس فلاديمير بوتين والإجراءات الروسية في القرم.

ديلافير سيد أميتوف الصحفي القرمي التتري اعتبر أن معظم وسائل الإعلام الروسية لا تمارس الصحافة، بل التسويق للقيادة الروسية والتعبئة لصالحها، مشيرا في هذا الإطار إلى أنها تؤكد تهديد "سلطات كييف الفاشية" للروس والناطقين بالروسية، وأن غالبية القرميين يؤيدون انفصاله عن أوكرانيا وانضمامه إلى روسيا، والكثير من الجنود أعلنوا الولاء لسلطات القرم الموالية لروسيا، وعشرات الآلاف من الأوكرانيين في باقي المناطق ينزحون نحو الأراضي الروسية.

وأضاف: "لتبرير أكاذيبها، استخدمت وسائل الإعلام الروسية مقاطع لحركة المسافرين عبر الحدود الأوكرانية البولندية، ومقاطع للمواجهات في كييف على أنها في القرم، كما تبرر محاصرة القواعد الأوكرانية بأنها تحميها من إمكانية سيطرة متطرفين على الأسلحة فيها".

وبالمقابل، قال الصحفي الروسي فياتشيسلاف (وطلب عدم الكشف عن الجهة التي يعمل لها) إنه كان يشعر بالخوف على نفسه كروسي عندما يغطي الأحداث في كييف، لأنه مستهدف من قبل "البانديري" الحاقدين على الروس والمسيحيين الأرثوذكس في أوكرانيا، الذين قاتلوا السوفييت إلى جانب النازيين في القرن الماضي.

حرب مصالح

حضرنا برنامج "أوكرانيا تتحدث" الحواري المباشر على قناة "أوكرانيا" يوم الأمس، الذي خصص لبحث ومناقشة "الحرب الإعلامية وتداعياتها" بين البلدين.

وخلال البرنامج ، قال أندريه شيفتشينكو الصحفي والنائب البرلماني عن حزب الوطن "باتكيفشينا" إن الإعلام الروسي موجه من قبل سلطات بلاده لخدمة أهدافها ومصالحها، ولا يمكن أن يخرج عن إرادتها، مشيرا إلى أنه "مقيد"، لا يسمح حتى ببث برامج حوارية مباشرة.

لكن أندريه بورودين مسؤول وكالة "ريا نوفوستي" الروسية في أوكرانيا نفى أن تكون روسيا هي التي بدأت حربا إعلامية على أوكرانيا، مشيرا إلى "كم هائل من الحقد" وجهته وسائل الإعلام الأوكرانية نحو سلطات يانوكوفيتش خلال الشهور القليلة الماضية، ثم نحو روسيا بعد عزله قبل نحو أسبوعين.

وعلى هامش البرنامج، انتقد فياتشيسلاف بيخوفشيك الكاتب والمحلل السياسي الإعلام الأوكراني، معتبرا أنه ضعيف أمام هيمنة نظيره الروسي، لأنه ركز على الربح طوال الأعوام الماضية، وليس مصدرا قويا للمعلومات الآن، خاصة بالنسبة لأعين وآذان العالم المتابع لتطورات الأوضاع، ولبعض الأوكرانيين أيضا.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس - الجزيرة

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022