إسقاط تماثيل لينين.. مرحلة جديدة يكتبها التاريخ لأوكرانيا

إسقاط تماثيل لينين.. مرحلة جديدة يكتبها التاريخ لأوكرانيا
تجمع سابق لأنصار الانفصال والانضمام لروسيا أمام تمثال لينين في خاركيف
نسخة للطباعة2014.10.11

محمد صفوان جولاقرئيس التحرير

تماثيل الزعيم الراحل لينين موجودة في معظم المدن الأوكرانية، تذكر من يراها بأن أوكرانيا دولة سوفيتية سابقة،  ترك فيها الاتحاد السوفيتي أثرا خلال عقود مضت، وإن سعت جاهدة اليوم نحو الغرب وعضوية الاتحاد الأوروبي.

في أجواء غضب تحاشتها حتى الشرطة، ومع ترديد الهتافات الوطنية والقومية، عمد مؤيدون للتقارب مع الاتحاد الأوروبي إلى إسقاط الكثير من تماثيل لينين خلال الشهور الماضية في العاصمة كييف وغيرها من المدن، كان آخرها تمثاله في مدينة خاركيف قبل أيام، وهو أكبر تمثال للينين في شرق أوروبا.

وعمد آخرون إلى طلائه بألوان العلم الأوكراني، وكتابة عبارات ساخرة عليه وحوله، كما أحرق بعضهم يوم الأمس في وسط العاصمة كييف كتبا ألفها.

مرحلة جديدة

والظاهر أن السلطات الأوكرانية الجديدة لا تكترث بما يحدث للينين، فلا انتقاد يذكر لأي إسقاط أو عبث، بل إن فيها من يعتبر أن في سقوط لينين بداية لمرحلة جديدة يكتبها التاريخ لأوكرانيا.

الحزب الشيوعي الأوكراني كان يستميت دفاعا عن لينين وغيرها من الرموز السوفيتية، لكنه يفعل ذلك اليوم بعجز واضح، خاصة بعد حل كتلته البرلمانية بتهمة دعم الحراك الانفصالي في شرق البلاد مؤخرا.

يوري ليفتشينكو نائب عن حزب الحرية "سفوبودا"، وهو حزب قومي يشهر العداء للشيوعية السوفيتية، أوضح أن "إسقاط لينين يحدث لأنه كان ديكتاتورا، سبب موت الكثيرين في أوكرانيا خلال حياته وبعدها".

ولفت إلى ارتباط إسقاط لينين بإرادة الأوكرانيين عدم السماح للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتحقيق رغبة إحياء الاتحاد السوفيتي السابق، والاستحواذ على أوكرانيا ضمن ديكتاتورية جديدة، على حد قوله.

وأضاف في هذا السياق أن "أوكرانيا دخلت مرحلة تاريخية جديدة اليوم، ترفض فيها التبعية، وتعود إلى أصلها كدولة أوروبية، ساعية إلى تطبيق المعايير والقيم الضامنة للحرة والديمقراطية والشفافية، بعدا عن نموذج الفساد والاضطهاد في الاتحاد السوفيتي السابق وروسيا الاتحادية".

إلغاء التاريخ

لكن أصواتا رافضة لهذا الفعل تصدح خارج أروقة السياسة الرسمية، وخاصة في أقاليم ومدن الشرق الأوكراني، التي ارتبطت مع الاتحاد السوفيتي بأكبر العلاقات السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، ولا تزال تلك العلاقات قائمة مع روسيا.

إيغور ماسولوف نائب في المجلس المحلي لمدينة خاركيف، قال إن توجيه البلاد نحو الغرب لا يعني إلغاء التاريخ وما حمله من ترابط وعلاقات؛ معتبرا أن ذلك تصرف عنصري يسيء إلى شريحة واسعة من الأوكرانيين الراغبين بعلاقات جيدة ومستقرة مع روسيا.

ولمح ماسولوف إلى أن المعتدين على لينين هم من أعضاء وأنصار حركة "القطاع اليميني" القومية التي توصف بالتطرف، معتبرا أن "أفعالها عنصرية، تريد منها الانتقام لأن الاتحاد السوفيتي حاربها فكرتها التحررية ".

وكان الاتحاد السوفيتي قد عاقب مناطق غرب أوكرانيا أواسط القرن الماضي، حيث انتشر الحراك التحرري الانفصالي تحت قيادة ستيبان باندريا، فحرمها من بناء المصانع والكثير من الجامعات، على عكس مناطق الداخل والشرق".

وقال ماسولوف: "تماثيل لينين جزء من تاريخنا الذي يجب أن نحافظ عليه، وهو تاريخ يفخر به الكثيرون، تماما كما يلعنه آخرون".

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس - الجزيرة

العلامات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022