أوكرانيا.. من احتجاجات الميدان إلى عسكرة المجتمع

أوكرانيا.. من ميدان الاحتجاج إلى عسكرة المجتمع
الإعلانات تحث على الالتزام بالتعبئة في الجيش
نسخة للطباعة2015.02.24

محمد صفوان جولاقرئيس التحرير

بعيدة هي العاصمة كييف عن مناطق المواجهات في جنوب شرق أوكرانيا، لكن الحياة فيها –وفي غيرها من المدن- تذكرك بأن البلاد تخوض حربا مع الانفصاليين، وتستعد لحرب محتملة مع روسيا التي تدعمهم.

كثيفة هي اليوم حركة الآليات المعدات العسكرية في داخل المدن وخارجها، والداخل إلى كييف وغيرها يقف على حواجز عسكرية للتفتيش، وكذلك يقف حراس عسكريون وأمنيون حول بعض المنشآت، كالمباني الحكومية والأهلية وكبريات الجسور.

وفي شوارع العاصمة تنتشر إعلانات تحث على التطوع، أو على الالتزام بقرارات التعبئة والالتحاق بمؤسسات الجيش لمواجهة "المعتدي"، في إشارة إلى روسيا التي أعلنها البرلمان الأوكراني "دولة معتدية" قبل أسابيع.

أما في الأسواق، فتنتشر حملات رسمية وشعبية تجمع التبرعات للجيش والجنود المشاركين بـ"عمليات مكافحة الإرهاب"، كما أعلنت مجمعات تجارية وبعض شركات الطاقة أن جزءا من أرباحها سيخصص لهذا الغرض أيضا.

استعداد للحرب

أوكرانيا التي خرجت من أزمة سياسية كانت الاحتجاجات مشهدها في ميدان الاستقلال وسط العاصمة، تستعد اليوم لحرب هي حديث المسؤولين والعامة على حد سواء.

المركز الإعلامي للأزمة التابع لوزارات الخارجية والداخلية والدفاع نشر معلومات تفيد بأن أوكرانيا رفعت عدد موظفيها في القطاع العسكري من 232 إلى 250 ألفا، ووجهات نداء الالتحاق بالجيش عاجلا إلى 45 ألفا من الجدد والاحتياط.

ورغم تردي الأوضاع الاقتصادية، زادت أوكرانيا حجم إنفاقها على الأمن والدفاع بواقع الضعف، ليصبح الرقم 4.7 مليار دولار، وزادت حجم الإنفاق على كوادرها العسكرية إلى نصف مليار دولار، أي بنحو 6 أضعاف ما كان عليه قبل بداية الأزمة، خاصة على قوات "الحرس الوطني" التي شكلت قبل أشهر.

وقال دميترو كوليبا المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية: "لا نريد أن نخيف أحدا، ولكن علينا الاستعداد لحرب شاملة".

وفي سياق متصل، قال فلاديسلاف سيليزنيوف المتحدث باسم "عمليات مكافحة الإرهاب": "نلتزم بما اتفقنا عليه في مينسك، ولكننا لا نثق بروسيا ومن تدعمهم، فقواتنا لا تزال تستهدف مرارا، ولا تزال قوات المسلحين تهاجم محاولة التوسع جنوبا وشرقا. علينا أن نستعد للأسوأ دفاعا عن أوكرانيا".

جدل الخدمة

لكن "عسكرة المجتمع" تثير جدلا واسعا في أوكرانيا، فلكثير من الأهالي يرفضون التحاق أبنائهم بالجيش في هذا الظروف، وينهمكون بالبحث عن مخارج لا تعرفها الدولة.

تحدثنا مع بعض المارة في أحد شوارع اعاصمة، ومنهم آنّا، التي قالت: "سافر ابني ليختبأ في مكان لا يعرفه فيه أحد. قد أكون مخطئة بحق وطني، ولكني لا أستطيع أن أضحي بابني".

وقالت لودميلا: "التحق عمي بالجيش مؤخرا، وهو ضابط سابق فيه. قيل له إنه عليه الالتحاق سريعا، وإلا فسيسجن ثلاث سنوات، فالتحق مكرها".

وفرضت السلطات قيودا على مغادرة البلاد بالنسبة للمطلوبين إلى الخدمة بالجيش، لكن الناطق سيليزنيوف قال: "الأوكرانيون أمة مسالمة، تحب وطنها، وقوات "الحرس الوطني" التي تزيد عن 30 ألفا هي أصلا من المتطوعين للدفاع عنه".

وأضاف: "لكن الحرب تفرض أن يكون الجميع مؤهلا، وهذا لا يعني بالضرورة أن يحاربوا".

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس - الجزيرة

العلامات: 
التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022