أوكرانيا مرشحة لثورة شعبية على غرار ثورات العالم العربي

نسخة للطباعة2011.07.01

أحد المشاركين في تظاهرة سابقة ضد قوانين الضرائب بالعاصمة كييف

رشحت منظمة بيت الديمقراطية "فريدوم هاوس" الدولية أن تقوم في أوكرانيا وعدة دول سوفييتية سابقة ثورات شعبية على غرار ثورات تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا.

وفي تقرير للمنظمة نشر قبل يومين جاء أن زعماء هذه الدول يحرصون على التمسك بالسلطة دون القيام بأية تغييرات نوعية في بلادهم، وخاصة على صعيد الإصلاحات السياسية والديمقراطية ومحاربة الفساد، تماما كما كان الحال في تلك الدول العربية قبل اشتعال الثورات فيها.

وأشار التقرير إلى أن 80% من سكان 29 دولة سوفييتية سابقة يعيشون الفقر تحت استبداد أنظمتهم الحاكمة، التي سبب تفردها بالسلطة حالات من الجمود السياسي.

وخص التقرير أوكرانيا التي تعتبر من أبرز دول الاتحاد السابق بجزء كبير، اتهم السلطات فيها بممارسة الاستبداد من خلال عرقلة الديمقراطية، والتضييق على الحريات العامة والصحافة ووسائل الإعلام، والحد من استقلالية القضاء، والضغط على المعارضة، وزيادة انتشار الفساد والرشوة.

ودعت المنظمة في تقريرها أوكرانيا إلى أخذ هذه "التحذيرات" على محمل الجد، والشروع بإصلاحات جذرية وحقيقة قبل زيادة الاحتقان الشعبي فيها، في إشارة على ما يبدو إلى ضعف مسيرة الإصلاحات المعلنة.

وقد شهدت أوكرانيا على مدار الشهور الماضية تحركات شعبية عدة ضد بعض القوانين والسياسات، كان من أبرزها خروج تظاهرات حاشد في عدة مدن ضد قانون جديد للضرائب، وأخرى ضد محاكمات تجري بحق رموز المعارضة والثورة البرتقالية السابقة، لكنها لم تصل إلى مستويات تحولها إلى ثورات ضد النظام الحاكم.

رفض رسمي

لكن أوليه فولشين المتحدث باسم وزارة الخارجية رفض في مؤتمر صحفي أمس ما تضمنه التقرير إزاء أوكرانيا، ووصفه بالخاطئ وغير الدقيق.

وقال فولشين: "لا ولن توجد أزمة ديمقراطية في أوكرانيا، وعمر النظام الحالي لا يزيد عن العام والنصف، لذلك فلا يمكن مقارنته مع أنظمة عربية لم تتغير لعقود، ولذلك فالتقرير خاطئ وغير دقيق".

وقال فياتشيسلاف شفيد مستشار الأمن القومي السابق للرئيس الأوكراني إن ثورات العالم العربي كانت درسا لجميع الشعوب الراغبة في الحرية، والمتطلعة نحو حياة أفضل، ولم ولن تكون حصرا فقط على العرب.

وقال إن الاحتقان الشعبي في أوكرانيا زاد في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية وزيادة الفساد، بالإضافة إلى محاكمات معارضين تراها شريحة واسعة من الشعب اضطهادا، لذلك بات من المحتمل جدا قيام ثورة، لكن يصعب التكهن بموعد اشتعال فتيلها.

وقد بين استطلاع للرأي أجراه مركز الدراسات الاجتماعية في العاصمة كييف أن نسبة لا تقل عن 48% من المستطلعة آراؤهم في معظم المدن لا يعارضون المشاركة في تظاهرات أو ثورة تؤدي إلى الاستجابة مطالبهم، وتحقيق تطلعاتهم، خاصة الاقتصادية منها.

الثورة البرتقالية

ويميز محللون بين ثورة أوكرانيا البرتقالية 2004 وثورات العالم العربي، خاصة بعد فشل الثورة البرتقالية بتحقيق معظم أهدافها بحياة أوروبية مرفهة وخالية من الفساد.

وقول شفيد إن الثورة البرتقالية قامت لتغيير نظام موال لروسيا بآخر موال للغرب، ومعظم من شارك فيها من أنصار أحزابه، ونجاحها حقق الحرية والديمقراطية، لكن ارتباطها بشخصيات تنازعت فيما بينها لاحقا أفشلها وخذل المشاركين على باقي الصعد الاجتماعية والاقتصادية.

ويضيف أن ثورات العالم العربي هي ثورات شعوب بأكملها لإسقاط أنظمة شمولية، والشعوب هناك باتت صمام أمان لحماية الثورات من أية محاولات للانتفاع الشخصي أو الحزبي بها.

مركز الرائد الإعلامي + الجزيرة نت

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022