أوكرانيا في "حرب باردة" مع قرمها وروسيا

أحد أعمدة الكهرباء التي أسقطها التتار على حدود القرم
نسخة للطباعة2015.12.04

صفوان جولاقرئيس التحرير

تحت جنح ظلام القرم، وصل الرئيس الروسي إلى شبه جزيرة يوم الأمس، في زيارة مفاجئة بدأها بشركة للطاقة، ليطلق أولى خطوات مشروع عاجل لتوصيل الكهرباء من روسيا بدلا من أوكرانيا.

زيارة بوتين ما هي حلقة في سلسلة إجراءات متسارعة أشبه بالأفعال وردود الأفعال، بين روسيا والقرم من جهة، وأوكرانيا التي قطعت الكهرباء عن القرم في 22 نوفمبر الماضي من جهة أخرى، بعد إسقاط أعمدة للكهرباء في شمال القرم، لا يبدو أن كييف تستعجل إصلاحها.

وبعد الكهرباء، أعلنت كييف وقف تصدير البضائع والمواد الغذائية إلى القرم، لتعلن موسكو حظرا ممثالا و"حصارا غذائيا" على كييف.

ثم أعلنت كييف منع الطيران الروسي من عبور أجوائها، لترد موسكو بقطع إمدادات الفحم عنها، ووقف إمدادات الغاز بحجة "عدم الدفع المسبق".

وكذلك أعلنت العاصمة الروسية أنها فرضت "قيودا جديدة" على دخول الأوكرانيين إلى أراضيها، بعد سلسلة "قيود" سابقة فرضها الجانبان على بعضهما البعض.

حرب باردة

تبادل العقوبات هو وسائل "حرب باردة" بحسب مراقبين، لكن بعضهم لا يستبعد أن يتطور إلى "ساخنة"، في ظل توتر مستمر على الحدود الأوكرانية مع القرم، الذي ضمته روسيا إلى أراضيها في آذار/مارس 2014.

على الحدود لا يزال العشرات من تتار القرم الرافضين للاحتلال الروسي، ومعهم عشرات آخرون من الأوكرانيين، يفرضون حصارا على مرور الشاحنات بين أوكرانيا والقرم.

وبعد أن قاموا بإسقاط أعمدة الكهرباء، أعلن مجلس الأمن القومي الأوكراني في بيان أن "روسيا بدأت تحركا عسكريا نشطا في الجزء الشمالي من شبه جزيرة القرم.

ووفقا للبيان، فإن خمس طائرات للنقل العسكري الروسية نقلت إلى منطقة جانكوي بالقرم كتيبتين، ومجموعة تكتيكية من المظليين التابعة للقوات المسلحة 98.

أوليكسي هاران مدير مركز "التحليل السياسي" في كييف، قال: " لدى أوكرانيا وسائل ضغط كثيرة على روسيا، لم يكن من الحكمة استخدامها سابقا، لأن روسيا كانت ستشعلها حربا شاملة بورقة "الاحتلال والقوة العسكرية" التي استخدمتها في القرم ومناطق الشرق الانفصالي".

ولم يستبعد هاران أن تتطور الأمور إلى حرب ساخنة، قائلا: "لن تستطيع روسي تأمين القرم وتعويضه بسهولة، فهذا فنيا صعب ومعقد؛ إضافة إلى أنها معنية فيه كمنطقة نفوذ، لا كجمهورية تابعة يسكنها الروس؛ وعموما، تبقى دولة معتدية، لذلك نتوقع منها تصعيدا عسكريا إذا ما هزت كبريائها"، على حد قوله.

القرم والشعب

وفي ظل ما سبق، لا يزال القرم يعيش أسوأ أيامه ربما، التي تنعكس جدلا بين من عارض أو أيد انفصاله عن أوكرانيا وانضمامه إلى روسيا.

إلى جانب ظلام الليل، يشل فقدان الكهرباء الحياة في النهار، فشبكة الإنترنت غائبة كليا أو جزئيا، والكثير من المحلات مغلقة أو خاوية من البضائع سريعة الفساد، ومحطات الوقود متوقفة، أو عاجزة عن خدمة طوابير طويلة من المركبات.

السلطات القرمية أعلنت حالة الطوارئ، وأمرت بوقف عمل معظم المدارس، وسط مخاوف من تفاقم الأزمة مع زيادة برد الشتاء أكثر.

المسؤولون في مجلس شعب تتار القرم، ومعظمهم منفيون عن الإقليم، يؤكد أنهم ماضون في عملية "حصار المحتلين"، ومنهم لينوري إسلاموف، الذي تعهد بزيادة الحصار، حتى وإن كانت أوكرانيا الرسمية صامتة إزاءه.

التقينا مع شخصية قرمية تترية بارزة جاءت إلى العاصمة كييف في زيارة، وقد طلب عدم الكشف عن هويته أو تصويره لأسباب أمنية، فقال: "لاشك أن التتار سعداء بما يحدث، بل إنهم يتداولون نكاتا تسخر مما يحدث، لكن يجب أن نقر بأن قطع الكهرباء وما تلاه زاد من حقد روس القرم على أوكرانيا لا العكس، وهم غالبية السكان".

وأضاف: "العداء يزيد في القرم ضد مناهضي الاحتلال الروسي، وعلى رأسهم التتار، وحوادث الاختطاف والاعتقالات كثيرة بحقهم. نحن نخشى فعلا من عمليات انتقام في الداخل".

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس - الجزيرة

التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022