تدافع سابق بين أنصار تيموشينكو وقوى الأمن أمام مقر المحكمة
تظاهر الآلاف من أنصار رئيسة الوزراء الأوكرانية السابقة وزعيمة المعارضة يوليا تيموشينكو قبل يومين أمام مقر المحكمة التي حكمت عليها بالسجن 7 سنين، وأمام مقر سجنها في كييف، وأغلق العشرات منهم بعض الطرق المؤدية إلى ساحة الاستقلال وسط العاصمة، ما دفع قوى الأمن إلى دفعهم واعتقال بعضهم.
وكانت المحكمة قد أصدرت حكما بسجن تيموشينكو 7 سنوات "لاستغلالها السلطة"، وعقد اتفاقية لاستيراد الغاز مع روسيا في 2009 أضرت باقتصاد البلاد، كما حكمت بمنعها من ممارسة النشاط السياسي مدة 3 سنوات بعد انتهاء فترة السجن، ودفع غرامة بمالية بقيمة 200 مليون دولار.
وقد عكس تظاهر أنصار تيموشينكو "العفوي المتفرق" حالة الصدمة التي أحدثها قرار الحكم على تيموشينكو، وهي صدمة لم يخفها عدد من قادة الأحزاب المعارضة لنظام حكم الرئيس فيكتور يانوكوفيتش.
احتقان داخلي
ويبدوا أن الاحتقان سيكون سيد الموقف في الداخل الأوكراني بين أنصار المعارضة وتيموشينكو، ومؤيدي النظام وقرار المحكمة، خاصة مع توافد قوات أمن من عدة مدن إلى العاصمة كييف.
فقد دعا قادة ونواب في عدة أحزاب أنصارهم في جميع المدن إلى التوجه إلى العاصمة يوم الجمعة المقبل، للاعتصام في مركزها احتجاجا على حكم السجن، وإجبار النظام، الذي يتهمونه بتسييس المحكمة لإقصاء تيموشينكو والضغط على المعارضة، على التراجع وإطلاق سراحها.
وقال نائب عن حزب "الوطن" بزعامة تيموشينكو إن المعارضة "التي تمثل قيم الديمقراطية والحضارة في أوكرانيا" لن تسمح بإعادة البلاد إلى الديكتاتورية القمعية، هذا ما دعت إليه تيموشينكو بالأمس، وهذا ما سندافع عنه.
وقال إن محاكمة تيموشينكو كانت مسيسة، وحكمها غير عادل وغير مقبول، مشيرا إلى أن ما لا يقل عن 10 ألاف شخص سيعتصمون في ساحة الاستقلال بشكل دائم وسط كييف حتى الإفراج عن تيموشينكو، وإلا فستلجأ المعارضة إلى التصعيد ضد النظام في شوارع ومؤسسات المدن.
وبالمقابل تستعد قوى وأحزاب الائتلاف لتظاهرات مضادة، ويقوم عدد من أنصار النظام بنصب خيام في الساحة ذاتها تعبيرا عن تأييدهم لقرار سجن تيموشينكو.
وحول هذا الشأن قال أندريه دوروشينكو القيادي في حزب الأقاليم الحاكم إنه لن يسمح "للعواطف" بإدارة الدولة، وساحات البلاد لن تكون مسرحا للمعارضة فقط، بل ستشهد تعبيرا عن آراء "الشريحة الأعظم التي تضررت بسبب سياسات تيموشينكو السابقة، التي حوكمت بسببها وصدر قرار عادل بحقها، على حد قوله.
توتر خارجي
وفي سياق متصل يبدوا من الواضح أن الحكم على تيموشينكو شكل صدمة لدول الغرب التي كانت ولا تزال تعتبر حليفة وموالية له في أوكرانيا، وأنه سيكون عقبة أساسية في طرق العلاقات الأوكرانية الخارجية، وخاصة طريق العضوية في الاتحاد الأوروبي.
فقد انهالت الانتقادات بعد صدور الحكم من عدة دول، ولعل من أبرزها انتقاد وزيرة الشؤون الخارجية الأوروبية كاثرين أشتون، التي قالت إن الاتحاد الأوروبي يشعر "بخيبة أمل عميقة".
وهددت أوكرانيا "بعواقب وخيمة" إذا لم يتحسن الوضع، وخاصة فيما يتعلق بإبرام اتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا الذي يجري التفاوض بشأنه".
ومن جهتها عبرت الإدارة الأمريكية اليوم عن استيائها، ودعت إلى إطلاق سراح تيموشينكو فورا، واعتبرت منظمة "العفو الدولية أن محاكمة تيموشينكو كانت "زائفة"، وأن الأوضاع في أوكرانيا قمعية كما كانت قبل 20 عاما في ظل الاتحاد السوفييتي.
لكن وزير الخارجية الأوكراني قال إن أوكرانيا لم تكن أقرب إلى عضوية الاتحاد الأوروبي يوما كما هي الآن، وأكد أن الحكم ضد تيموشينكو جاء "لمخالفتها القانون، لا لممارستها السياسية كما تدعي المعارضة".
أما عن رأي المعارضة فيقول النائب يفهيني سوزلوف إن الغرب مذهول لما آلت إليه أحوال أوكرانيا وشعبها في ظل نظام يانوكوفيتش الذي أعاد البلاد إلى الوراء بعد خطوات في طريق التحول للديمقراطية، ولا أعتقد أنه سيكون معنيا أو جديا بعد اليوم فيما يتعلق بمساعي عضويتها في الاتحاد.
أوكرانيا برس
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022