أوكرانيا تصادق على قانون جدليّ يمنع الرموز السوفياتية

نسخة للطباعة2015.05.16

صادق الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو أمس الجمعة على مجموعة من القوانين تحظر الرموز السوفياتية والبروباغندا والدعاية من العهد الشيوعي للبلاد، كما أعلن ديوانه، وذلك في ظل إنتقادات شديدة من روسيا.

وكانت قد اتهمت روسيا الشهر الماضي، السلطات في كييف باللجوء إلى أساليب "توتاليتارية" بتبينها قوانين تتعلق بالعهد السوفياتي وتنص خصوصا على حظر رموزه ومنع الانكار العلني لطابعه "الاجرامي"، لمصلحة أيديولوجيا قومية ستدفع البلاد الى "الهاوية"، على حد قول موسكو.

وكان النواب الأوكرانيون أقروا مطلع نيسان/ أبريل المنصرم عدة قوانين تعتبر النظامين السوفياتي والنازي متساويين وتحظر أي انكار علني "لطابعهما الإجرامي". كما تمنع هذه القوانين إنتاج أو استخدام رموزهما علنا.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان آنذاك، إن "كييف استخدمت فعلا أساليب توتاليتارية عبر شن هجوم على حرية التعبير والرأي والضمير".

 

وأضاف البيان أن "السلطات الأوكرانية تحاول بمساواتها بين المعتدين الفاشيين والجنود الذين قاتلوا الفاشية محو الذاكرة الجماعية لملايين الأوكرانيين". وقالت موسكو إن كييف تنتهك بذلك حتى واجباتها الدولية عبر "تمجيدها" مقاتلي "جيش العصيان الأوكراني" المثير للجدل، وذلك باعتبار أفراده "مقاتلين من أجل استقلال أوكرانيا".

وكان "جيش العصيان الأوكراني" قاتل الجيش السوفياتي لكنه تعاون مع النازيين قبل الانقلاب عليهم. وهو مدان في شرق أوكرانيا القريب من روسيا وفي روسيا نفسها. وبموجب القوانين التي صادق عليها بوروشينكو في أوكرانيا، يجب تفكيك كل النصب التي اقيمت تكريما للمسؤولين السوفيات وتغيير أسماء بلدات أو شوارع أو مؤسسات تشير بشكل ما إلى الشيوعية.

وتعني هذه المجموعة من القوانين أنه يفرض حظر تام للأعلام السوفياتية ولتماثيل من عهد لينين كرئيس للاتحاد السوفياتي الموجودة في الميادين المركزية للبلدات والمدن الأوكرانية. وقد تصل العقوبة على كل من ينتهك هذه القوانين بين 5 الى 10 أعوام سجن.

 

وكان قد دار نقاشا حول الرموز السوفياتية المنتشرة في أوكرانيا وبشكل خاص في شرق البلاد، نهاية العام 2013. وفي أعقاب الإطاحة بالرئيس الأوكراني الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش في شباط/ فبراير 2014، وضم روسيا لشبه جزيرة القرم بعد شهر تقريبا، اندلعت الحرب في أقاليم أوكرانيا الشرقية الموالية لموسكو. ما دفع بالعديد من المتظاهرين الموالين للغرب والاتحاد الأوروبي بإسقاط وتدمير تماثيل لينين والنصب التذكارية للرئيس الشيوعي في كييف وبعض مدن غرب أوكرانيا.

ويتهم الغرب وكييف السلطات الروسية بدعم الإنفصاليين الأوكرانيين في الشرق وحتى المشاركة بقوات روسية في عمليات القتل، وهي تهمة تنفيها موسكو بشدة. وخلف النزاع في شرق أوكرانيا أكثر من 6000 قتيل عقب سنة على اندلاع المعارك، في ظل اتفاق هش لوقف إطلاق النار تم التوصل اليه في مينسك شباط/ فبراير المنصرم.

ولقيت القوانين ترحيبا كبيرا في كييف حيث يعتبر كثيرون أن هذه الخطوة كان يجب أن تتخذ في 1991 كما حدث في دول البلطيق التي كانت جمهوريات سوفياتية أيضا، وبولندا التي كانت في الكتلة الشيوعية وأقرت تشريعات مماثلة.

وعند انهيار الاتحاد السوفياتي في 1991، تم تحطيم وإزالة نصب سوفياتية عديدة مثل تمثال فيليكس دجيرزينسكي مؤسس الاستخبارات السابقة "تشيكا" التي كان جهاز الاستخبارات السوفياتي (كي جي بي). وكان هذا التمثال يقع في ساحة لوبيانكا في موسكو مقابل مقر الاستخبارات الروسية الحالية.

لكن في روسيا لم تتخذ أي قرارات حول الإرث السوفياتي، حتى أن الرئيس الحالي فلاديمير بوتين الذي كان يعمل في الاستخبارات السوفياتية أعاد منذ وصوله إلى السلطة في العام 2000 النشيد الوطني السوفياتي، الذي بات محظورا في أوكرانيا، بعد تعديل كلماته. ولم تكف روسيا عبر محطتها العامة للتلفزيون عن تأكيد أن القيادة الجديدة الموالية للغرب في أوكرانيا والتي حملتها إلى السلطة حركة شعبية طردت قبل عام الرئيس الموالي لموسكو فكتور بانوكوفيتش، تتألف بمعظمها من الفاشيين.

 

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

الفرنسية

التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022