بقلم: د. أمين القاسم - القرم
نعمان تشلبي جيهان سياسي ناشط اجتماعي وأديب تتري قرمي، شغل منصب مفتي القرم ورئيس حكومة (جمهورية القرم الوطنية) التي أعلن تشكلها تتار القرم في بدايات القرن الماضي. وهو صاحب قصيدة (أقسمت) التي تحولت فيما بعد إلى النشيد الوطني لتلك الجمهورية.
وفي ذكرى استشهاده التي يمر عليها في هذه الأيام أربع وتسعون عاما، نلقي الضوء في هذه العجالة على وقفات من سيرته الحافلة بالأحداث، ونكتب هذه الكلمات...
ولد نعمان تشلبي جيهان عام 1885م في قرية سوناق - غير موجودة الآن - بمحافظة جانكوي في القرم لأسرة غنية، ووالده كان إماما في القرية، وتلقى المراحل الأولى من تعليمه الابتدائي في مدرسة قريته، ثم انتقل إلى مدينة بخش سراي ليتم دراسته الدينية بمدرستها الشهيرة (زنجرلي).
في العام 1908م سافر إلى تركيا، وفي جامعة اسطنبول أنهى دراسة الحقوق بتفوق عام 1912م، ونشط في تركيا في مجال العمل الطلابي والتنظيمي، وأسس عدة تجمعات وجمعيات، منها: (جمعية الأدباء التتار الشباب) في العام 1910، التي أصدرت عدة كتب ودواوين شعرية، و(جمعية الطلاب القرميين)، التي أصدرت عدة مقالات سياسية وتاريخية وقصص وأشعار وطنية نشرت في القرم واستمرت بالوجود حتى عام 1917م، وأسس أيضا مع عدد من الطلاب القرميين جمعية سياسية سرية تحت اسم (الوطن) في العام 1909م.
التقى تشلبي جيهان مع رفاقه بالمفكر القرمي إسماعيل كسبرينسكي مرتين خلال زيارته لتركيا. وبعد إنهائه الدراسة فيها عاد إلى القرم في العام 1912م، وبدأ بالكفاح والنضال للحفاظ وتنمية الروح الوطنية لشعب لتتار القرم.
في العام 1913م التحق بكلية الحقوق بجامعة سان بطرسبورغ، ليعود إلى القرم مع بداية الحرب العالمية الأولى، وقد تشكلت لديه إستراتيجية عمل في الكفاح الوطني القرمي.
عقد المؤتمر الإسلامي القرمي الأول في آذار/مارس من العام 1917م، وفيه انتخب نعمان تشلبي جيهان مفتيا للقرم، وبدأ في هذا العام بالنشاط السياسي العلني مع رفاقه بهدف استقلال القرم.
أصدر في القرم جريدة (صوت القرم) باللغة الروسية، وجريدة (الأمة) بالتترية، وأسس مع رفاقه حزب "مللي فرقة" أي (حزي الشعب) في العام 1917م، ليمنع الحزب من النشاط عام 1918م.
ألقي القبض عليه في 23 حزيران/يونيو 1917م، ليطلق سراحه لاحقا بعد احتجاجات قام بها المسلمون القرميون، وجمعهم لخمسة آلاف توقيع تأييدا له ولفك أسره.
وبعد نجاح الثورة البلشفية في روسيا في أكتوبر/تشرين الأول 1917م، عقد في تشرين الثاني/نوفمبر من نفس العام مجلس تتار القرم الأول في القرم، وقرر تشكيل جمهورية القرم الوطنية، وأقر دستورا لها، وانتخب نعمان تشلبي جيهان رئيسا.
وقد سارعت حكومة ثورة أكتوبر بالإطاحة بالدولة الوليدة، ففي 26 كانون الثاني/يناير 1918م اعتقل تشلبي جيهان وسجن 27 يوما في مدينة سيفاستوبل، وبعدها - وبدون محاكمة – أعدم، وألقي بجسده في البحر الأسود.
وهكذا قضى نعمان آغا الذي لقب (بالشهيد) و(بالبطل القومي لشعب تتار القرم).
وقد كتب عدة قصائد شعرية بين عامي 1912 - 1917من (كبنت الراعي)، و(المسافر الفقير)، و(وطن التتار)، و(السجن) ،وغيرها. وهذه الأشعار وغيرها مفعمة بحب الحرية والقرم والروح الوطنية العميقة والكفاح المرير.
يقول في إحدى مقالاته: "إن المصائب والآلام تجعلنا نفهم وبعمق كم هي عظيمة وغالية الحرية".
ويقول في مطلع قصيدته (أقسمت)، التي تعتبر النشيد الوطني للشعب التتري القرمي، ومنها هذا المقطع:
Я поклялся пред народом"
,его горе остудить
Сколько можно гнить живыми
?и под вечным тленом жить
Если ж я смогу спокойно эту
,боль перенести
Пусть застынет черной кровью
."сердце у меня в груди
أقسمت أمام الشعب
أن أخفف مصائبهم
إلى متى سنبقى أمواتا ونحن أحياء
والعفن الأبدي ينخر أجسادنا
إذا عشت سعيدا مع كل هذا وشعبي يتألم
فليمتلئ قلبي الذي في صدري بالدم
أوكرانيا برس
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022
التعليقات:
(التعليقات تعبر عن آراء كاتبيها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس")