دونيتسك.. معركة الحسم بين أوكرانيا وانفصالييها

دونيتسك.. معركة الحسم بين أوكرانيا وانفصالييها
أحد المسلحين الانفصاليين قرب محطة القطارات في دونيتسك
نسخة للطباعة2014.08.08

محمد صفوان جولاقرئيس التحرير

نطاق "عملية مكافحة الإرهاب" التي أطلقتها أوكرانيا لمحاربة الانفصاليين في شرق البلاد انحسر، وبات يقتصر على مدينتي لوهانسك ودونيتسك بشكل رئيس. هذا ما أعلنه الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو، مؤكدا أول الأمس أن "تحرير المدينتين" قريب.

مواجهات عنيفة شهدتها الأسابيع الماضية في قلب مدينة لوهانسك، لكن الأنظار تركز على دونيتسك الأكبر مساحة والأكثر أهمية، لاسيما وأنها باتت أبرز معقل للانفصاليين، بعد أن استعادت أوكرانيا سيطرتها على عدة بلدات ومدن، وقد تكون معارك الحسم فيها، كما يرى مراقبون.

وبالفعل، انتقلت المواجهات من حدود المدينة ومطارها ومحيط محطة قطاراتها إلى الداخل، بعد أن فرضت القوات الأوكرانية طوقا عزلها عن الحدود الروسية وعدة مدن وبلدات محيطة يسيطر عليها الانفصاليون أيضا.

وتناقلت وسائل الإعلام المحلية مشاهد لسقوط قذائف مدفعية على عدة أحياء ومبان في المدينة، التي نزح ما لا يقل عن 40% من سكانها البالغ عددهم نحو 1.3 مليونا، وفق "جمهورية دونيتسك الشعبية" التي أعلن قيامها الانفصاليون.

حرب عصابات

دبابات وآليات ومعدات عسكرية تجوب شوارع مدينة دونيتسك بين الحين والآخر، وينتشر المسلحون الانفصاليون في معظم شوارعها وأحيائها، وهم الذين توعدوا القوات الأوكرانية بحرب عصابات فيها.

فلاديسلاف سيليزنيوف الناطق باسم عملية مكافحة الإرهاب قال إن "القتال في دونيتسك هو الأخير، وسيحسم لصالح أوكرانيا حتى وإن طال بسبب كبر المساحة وأسلوب حرب العصابات المتبع".

لكن أوليغ تساريوف رئيس "برلمان جمهورية دونيتسك الشعبية" –وهو نائب سابق عن حزب الرئيس المعزول فيكتور يانوكوفيتش وأحد المرشحين السابقين لرئاسة أوكرانيا- قال إن خسائر الجانب الأوكراني كبيرة في دونيتسك، لكنه يرفض الكشف عنها، على حد قوله.

واتهم تساريوف "عملية مكافحة الإرهاب" الأوكرانية باستهداف البنية التحتية للمدينة، وقتل أعداد كبيرة من سكانها المدنيين، مؤكدا أن المدينة ستصمد، وأن الجوع لا يهددها رغم الحصار المفروض عليها.

حرب روسيا

لكن ساسة ومحللين لا يخفون قلقا من أن تكون معركة الحسم في دونيتسك مقدمة لمواجهة علنية مباشرة مع روسيا، لا مع انفصاليين تدعمهم.

ويرى بعضهم أن زيارة الأمين العام لحلف الناتو أندرس فوغ راسموسن يوم الأمس إلى أوكرانيا، واستقالة أندريه باروبي سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع مؤشرات على ذلك.

أليكسي غاران رئيس معهد التحليل السياسي في كييف، قال: "الحرب مع روسيا وشيكة، لأنها مرتزقتها والموالين لها انهزموا في أوكرانيا، واستعداداتها على الحدود واضحة للتدخل المباشر.

وأضاف: "معركة الحسم مع الانفصاليين قد تكون في دونيتسك، لكن الأزمة ستبقى مستمرة ما لم تحسم المواقف مع روسيا، التي كانت ولا تزال سببا رئيسيا للأزمة، وتجهز اليوم لعدوان عسكري ضد أوكرانيا"، على حد قوله.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس - الجزيرة

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022