المواجهة بين أمريكا وروسيا.. لا داعي لأن نخدع أنفسنا...

نسخة للطباعة2020.10.02
ميخايلو كروتيخين - محلل سياسي - مرشح لدكتوراه العلوم التاريخية

في إحدى مقالات العلوم السياسية التي قرأتها حديثًا، استفزني طرح يقول: أن روسيا والولايات المتحدة في حالة مواجهة اليوم. 

هذا برأيي، إما قصر نظر، أو إشادة مقتضبة للمؤلف بالكرملين على أنه قوة عظمى ولاعب هام على الساحة الدولية، لأنه يواجه الولايات المتحدة نفسها!.

في الواقع، روسيا بوتين غير قادرة على اتخاذ خطوات قوية فعلية في السياسة الخارجية يمكنها التأثير على المصالح الأمريكية. وإنما تستطيع  فقط وبآخر ما تبقى لديها من قوة أن تتجرأ على رمي الأوساخ أمام الأبواب، كما هو الحال في سوريا، أو إزعاج أقرب الجيران، الذين لا يهم مصيرهم الأمريكيين، لا من قريب ولا من بعيد. ففي آسيا الوسطى والمحيط الهادئ، تضرب موسكو مصالح بكين وفقا لجميع المؤشرات، ومصالح أنقرة في منطقة القوقاز، إلخ.

يمكن أن تنشأ المواجهة فقط بين لاعبين متساوين من حيث الوزن السياسي والاقتصادي والعسكري، لكن "فولتا" العليا مع صواريخها ليست بذلك المستوى.

تحتاج واشنطن إلى النظام الروسي، بشكل أساسي، كشبح ليرهب به السياسيون عامة الناس وبعضهم البعض. 

الديموقراطيون ينتقدون ترامب على انصياعه لبوتين، بينما يبادر الجمهوريون بفرض عقوبات على شركة "غازبروم" لإظهار أنهم ليسوا عملاء لبوتين. المسألة داخلية بحتة، والكرملين هنا مجرد ذريعة لتصفية الحسابات الداخلية.

ليس هناك حاجة لأن نخدع أنفسنا بوزن ودور روسيا اليوم. حيث لا يوجد اليوم أية "مواجهة" مثل التي كانت خلال الحرب الباردة، ولا يمكن أن تكون.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".

أوكرانيا برس - "كوريسبوندينت"

التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022