وكأن بايدن يقول: نحن مع أوكرانيا، لكننا لن نستطيع فعل شيء!

جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي باراك أوباما
نسخة للطباعة2017.01.18

صفوان جولاقرئيس التحرير

زيارة جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي إلى أوكرانيا لا يمكن أن تفهم على أنها زيارة لتأكيد استمرار الدعم للإصلاحات وموقف كييف من روسيا، فالدعم الأمريكي خلال السنوات القليلة الماضية كان "معنويا" غالبا.

نعم، قدمت الولايات المتحدة مساعدات مالية لأوكرانيا، لكنها أقل من تلك التي قدمتها دول الاتحاد الأوروبي، المعنية والمتضررة أكثر من الأزمة الأوكرانية.

نعم، قدمت الولايات المتحدة مساعدات عسكرية لأوكرانيا، لكنها مساعدات لم ترق إلى حاجة الأخيرة لأسلحة نوعية طالبت مرارا بها.

كما لا يمكن أن تفهم زيارة جو بايدن على أنها زيارة وداعية لطمأنة أوكرانيا من مرحلة الرئيس الجديد ترامب، فأيام عهد أوباما باتت معدودة، وكلمة الفصل القريبة لإدارة شخص أعلن مبكرا أنه قد يعترف بروسية القرم، وأنه يعتقد أن غالبة القرميين يؤيدون ذلك فعلا.

نعم، خسرت أمريكا وخسر حلف شمال الأطلسي منطقة نفوذ في البحر الأسود، لكن المتضرر الأكبر هو الاتحاد الأوروبي الذي أصبح في دائرة خطر استراتيجي يشكله تنامي النفوذ الروسي قريبا من حدوده.

وأشير هنا إلى حالة "عدم ثقة" بين أمريكا والاتحاد الأوروبي، فالأولى أرادت زج الثانية في مواجهة مع روسيا مع اندلاع الأزمة الأوكرانية، والثانية تدرك أن الحليف الأمريكي قد يخذلها ويتخلى عنها، ليعود قطبا عالميا قويا كما أصبح بعد الحرب العالمية الثانية.

ضبابية العهد الأمريكي الجديد، دفعت إدارة أوباما إلى فرض واقع جديد أمام إدارة ترامب سريعا، فطردت دبلوماسيين روس، وأرسلت آلاف الجنود والعتاد مؤخرا إلى بولندا لإجراء "مناورات"، وفي هذا رسالة تأكيد على "تثبيت الحلف الأطلسي".

وقد يرى البعض أن زيارة بايدن إلى كييف قبل أيام من انتهاء عهد أوباما تحمل رسائل اهتمام ودعم قوية، لكني أعتبرها أقصى ما يمكن أن تقدمه إدارة منتهية الصلاحية.

إنها زيارة "طبطبة" على الظهر ليس إلا، وحفظ لماء وجه أمريكا وإدارة أوباما أمام الأوكرانيين في أزمتهم، وكأن بايدن يقول فيها: "سنكون معكم حتى النهاية، لكننا لن نستطيع فعل شيء!".

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس

العلامات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022