"بوكروفا" واحد من أبرز الأعياد الدينية والشعبية في أوكرانيا

"بوكروف" واحد من أبرز الأعياد الدينية والشعبية في أوكرانيا
الاحتفال بـ"بوكروفا" يشمل كثيرا من العادات السلافية
نسخة للطباعة2013.10.08

في الرابع عشر من شهر تشرين الأول/أكتوبر تحتفل شريحة واسعة من سكان أوكرانيا بواحد من أبرز أعيادها الدينية، وهو عيد "بوكروفا"، وتعني الترجمة الحرفية لهذه الكلمة "شفاعة مريم العذراء"، التي تعتبرها عقيدة المسيحية الأرثوذكسية أم الإله.

وكان أمراء وقادة الجيوش يوجهون أدعيتهم إلى مريم العذراء راجين منها الشفاعة، أما القوزاق (عرق غالبية السكان) فقد بنوا في مدينة زابوريجيا (المدينة الأساسية لجيوشهم) كنيسة بشرف عباءة مريم العذراء. واعتبارا من العام 1999، تحتفل أوكرانيا بعيد "بوكروفا" رسميا كيوم القوزاق الأوكرانيين.

وقد بنيت في أوكرانيا كثير من الكنائس المكرسة لهذا العيد. وتعتبر كنيسة قرية سوتكيفتسي بإقليم خميلنيتسكي من أقدم تلك الكنائس، إذ بنيت في العام 1467. ومن أشهر نماذج العمارة الأوكرانية جامعة بوكروفا في مدينة خاركيف التي بنيت عام 1689م، وكنيسة بوكروفا في العاصمة كييف، التي يعود تاريخها إلى العام 1766م.

كما يعتبر عيد "بوكروفا" في أوكرانيا كيوم لجيش المتمردين الأوكراني، أو يوم السلاح. الذي تأسس في 14 أكتوبر من عام 1942، وكان هذا الجيش يحارب من أجل استقلال أوكرانيا ضد الجيوش البولندية والألمانية، إضافة إلى جيش الاتحاد السوفيتي. وهكذا أصبح عيد "بوكروفا" بالنسبة للأوكرانيين ليس عيدا دينيا فحسب، بل عيدا وطنيا كذلك.

وكعيد شعبي، شمل الاحتفال بعيد "بوكروفا" كثيرا من عادات الأعياد السلافية، التي تتعلق بموسم الخريف، وترمز إلى انتهاء الأنشطة الزراعية.

والكثير من الأوكرانيين، وخاصة الذين يعيشون في القرى، يتبعون التقليد الشعبي العريق، وهو إجراء حفلة الزواج بعد عيد "بوكروفا"، وحتى بداية الصوم على شرف ميلاد المسيح ابن مريم عليه السلام.

وكانت البنات الراغبات في الزواج يدعون مريم العذراء بالدعاء التالي: "يا مريم العذراء القديسة، غطي رأسي لكي أتزوج" أو "يا مريم العذراء، غطي الأرض الرطبة بالثلج، وغطيني بالحجاب"، والحجاب في تقليد الشعب الأوكراني كان يرمز إلى الزواج.

أما عادات مناطق جبال كارباتي غرب أوكرانيا المتعلقة بعيد "بوكروفا"، فتتمثل في أن الرعاة يوجهون المواشي من المراعي الجبلية إلى الأودية، وهذا قبل بداية العيد.

كما توجد عادة الشعبية الأخرى مرتبطة بهذا العيد، هدفها أن يكون جميع أفراد الأسرة أصحاء، فقد كانت أكبر امرأة في البيت (إما الأم أو الجدة مثلا) تأخذ قطعة مطرزة من القماش تعلق فوق صورة مريم العذراء، وتعلقها فوق الباب الأمامي للمنزل.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس

العلامات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022