انتشرت الشائعات حول توصيات رجل الأعمال إيهور كولومويسكي للحكومة الأوكرانية بإعلان الإفلاس ، وهذا الأمر لم يدعو له الرئيس ولا المسؤولين في فريقه .
من المؤكد أن طرح هذه القضية يسبب توترا لدى البعض ، لكن لا داعٍ للقلق لأنه لا يوجد موقف رسمي بشأن إعلان الإفلاس .
بالنسبة للدائنين ، فإن السؤال هنا هو ما إذا كانت أوكرانيا ستواصل التعاون مع صندوق النقد الدولي، وكل هذا يعتمد على تشكيلة الحكومة القادمة بعد الانتخابات ، وطبيعة وكيفية المفاوضات مع الصندوق بالتأكيد ، ستظهر بعض التوترات، لكن من الصعب الآن التكهن بالشخص الذي سيصبح رئيس الوزراء ، ومن سيكون المسؤول عن الملف الاقتصادي ،وما هو موقفهم.
كل هذه الأمور مثيرة ومضحكة ، لكنها لا تعطي سببا واحدا لإعلان الإفلاس ،ومع ذلك ، لا يوجد سبب حقيقي في أوكرانيا لإعلان التخلف عن سداد القروض ، فالعديد من الدول لديها ديون ، ويتم إعلان الإفلاس بسبب مشاكل في الاقتصاد ، وذلك عندما لا تستطيع الدولة تسديد خدمة الديون ،ويصبح من الواضح أن فرص إعادة التمويل قد استنفدت بالفعل.
في الفترات الأخيرة ، كان يلوح في الأفق شبح إعلان الإفلاس في البلاد ، وقد يشكك البعض بذلك ، لكن بطريقة أو بأخرى ، سيلتزم الجميع بشروط صندوق النقد الدولي ، والذي بدوره سيراقب بعناية الوضع حول بنك ” بريفات بنك ” وغيرها من القضايا، وإذا ظهر شيء إيجابي ، فلن يكون هناك مجال للشكوك .
القروض الميسرة تعطي السمعة الطيبة .
لكن ماذا لو تم إعلان الإفلاس؟ ستنخفض قيمة الهريفنا ، علاوة على أن إعلان التخلف عن السداد، يضرب أحد الأركان الأساسية للاستقرار النقدي – المقرضين ، الذين يستثمرون في أوكرانيا ولهم نصيب من ديوننا ، والذين يستدينون لإقراضنا، ويخصصون الأموال من أجل إعادة التمويل .
وإذا سمعوا كلمة ” إعلان الإفلاس ” ، فهذا يعني أنه يتعين عليهم سداد الديون ، مما سيخلق لهم مشاكل في الإقراض ، وهذا يعني أن القروض لن تقدم لنا لفترة طويلة .
كيف تتصرف الدولة حيال الديون ؟ تدفع جزء على أنه خدمة الدين -و بعد فترة فإنها تقترض مبلغا آخر يساوي قيمة خدمة الدين ، فعندما تكون سمعتك جيدة ، فستحصل على خدمة ديون أقل على القروض ، فأي من هذه القروض لم يسددها أحد بشكل كامل ،لكنها لا تتعدى مستوى معين، مع الأخذ بالاعتبار القدرة على تسديد خدمتها ، وقد يحدث أن تضطر إلى التسديد ، لكن لن تجد من يقرضك ،وعندما تدرك بالفعل أن لا أحد يرغب بإقراضك ، حينها تعلن الإفلاس .
وبالنتيجة لن يعاني قطاع الاقتصاد فقط ، ولكن أيضًا ستعاني سمعة البلاد في العالم ..
نقلا عن صحيفة "نوفايا فريميا"
المقال لا يعبر عن رأي أوكرانيا برس
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)