في 30 أبريل 2025، وقّعت أوكرانيا والولايات المتحدة الأمريكية اتفاقية الشراكة الاقتصادية وإنشاء صندوق الاستثمار لإعادة الإعمار، الذي يُعد خطوة استراتيجية لتعزيز الاقتصاد الأوكراني. سيوفر الصندوق التمويل للمشاريع الحيوية في مجال تطوير المعادن والبنية التحتية، مع ضمان أن يتم استثمار موارده داخل أوكرانيا فقط. وستُعاد استثمار الأرباح محليًا لمدة عشر سنوات على الأقل. كما تنص الاتفاقية على احتفاظ أوكرانيا بالسيطرة الكاملة على مواردها الطبيعية، مع بقاء الشركات المملوكة للدولة تحت السيادة الأوكرانية.
تتماشى الاتفاقية مع الدستور الأوكراني ولا تتعارض مع مسار اندماج أوكرانيا في الاتحاد الأوروبي أو التزاماتها الدولية الأخرى. ويُنظر إليها على أنها أداة مهمة لجذب الاستثمارات وتعميق الشراكة الاستراتيجية بين كييف وواشنطن، خاصة في ظل استمرار التحديات الأمنية التي تواجه البلاد.
على الصعيد السياسي، جدد الكرملين في اليوم نفسه تأكيده على استعداده للتفاوض مع أوكرانيا. وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، إن موسكو منفتحة على الحوار دون شروط مسبقة، بشرط أن تكون المفاوضات مباشرة مع كييف، وليس عبر واشنطن. وقد جاء هذا التصريح في سياق اقتراح روسي بوقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام 8–10 مايو، تزامنًا مع عيد النصر.
لكن كييف لم تنظر إلى هذه المبادرة بإيجابية، حيث وصفها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ”التلاعب”، مؤكدًا أن “لإنهاء الحرب، لسنا بحاجة إلى انتظار يوم 8 مايو”. في الواقع، ترى أوكرانيا أن موسكو لا تسعى إلى السلام الحقيقي، بل تهدف إلى كسب الوقت ومواصلة عدوانها في وقت لاحق.
كما تسعى أوكرانيا إلى تحقيق سلام شامل ومستدام، وتؤكد أن أول خطوة في هذا الاتجاه يجب أن تكون وقف إطلاق نار شامل وغير مشروط. وفي المقابل، تستخدم موسكو اللغة الدبلوماسية للمماطلة.
وفي تطور لافت، أعلنت الولايات المتحدة عن أول تصدير مباشر للأسلحة إلى أوكرانيا في عهد إدارة ترامب، بقيمة 50 مليون دولار، ما يُعزز موقفها كشريك استراتيجي ويؤكد دورها في تشكيل الهيكل الأمني الإقليمي.
لكن في المقابل، تواصل روسيا أعمالها العدائية على الأرض، ما يثير الشكوك حول نواياها الحقيقية. ففي 29 أبريل، شنت القوات الروسية هجومًا بطائرات مسيرة على مدينة سومي، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من المدنيين.
وترى كييف أن الهدف الحقيقي لبوتين هو “تجميد النزاع” مؤقتًا، بهدف تخفيف العقوبات واستعادة قوته لشن هجوم جديد على الأراضي الأوكرانية. وبناءً عليه، ترى القيادة الأوكرانية أن الطريق إلى السلام يمر عبر تشديد العقوبات على روسيا، لإجبار الكرملين على إنهاء الحرب بشكل نهائي.
اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)