"وقت".. مؤسسة ثقافية تترية عريقة

نسخة للطباعة2021.06.25

د. أمين القاسم - باحث في تاريخ المنطقة

أدرك المسلمون أهمية الصحافة منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وسعوا لاستصدار تراخيص لإصدار جرائدهم ومجلاتهم الخاصة، ولكن السلطات الروسية القيصرية كانت تمانع في ذلك، حتى نجح المفكر القرمي إسماعيل غسبرنسكي (1851-1914) عام 1883م في إصدار جريدته "ترجمان" في مدينة بغجه سراي، ثم صدرت جريدة "نور" عام 1905م في سانت بطرسبورغ. 

كما انتشرت مطابع المسلمين في مدن روسيا القيصرية في سانت بطرسبورغ وقازان وأوفا والقرم وأورنبورغ وأسترخان وغيرها.

كان مجموع ما صدر من جرائد تترية في القيصرية الروسية إلى العام 1917م هو 60 جريدة، ومن هذه الجرائد، جريدة "وقت".

جريدة "وقت" صدرت في 21 فبراير من عام 1906م، أسسها الأخوان محمد زاكر ومحمد شاكر رامييف في مدينة أورنبورغ، ورأس تحريرها إلى العام 1917م الصحفي والكاتب فاتح كريمي (1870-1937م)، ونائبه في تحريرها كان العالم والمفكر التتري رضاء الدين بن فخر الدين (1859- 1936).

جريدة "وقت" صدرت باللغة التترية القازانية، وبأربع صفحات من القطع الكبير، وفي كل صفحة خمسة أعمدة. وفي السنوات الأولى خرجت بمعدل 2- 3 مرات في الأسبوع، ومنذ العام 1913م أصبحت يومية. والمجموع الكلي للأعداد الصادرة من صحيفة "وقت" هو 2308 عددا.

وبحسب إدارة الطباعة الروسية للعام 1910م، كان عدد نسخ جريدة "وقت" هو الأكبر بين الجرائد التترية في ذلك العام، إذ بلغ 3600 نسخة للعدد الواحد.

عُدّت "وقت" جريدة إسلامية ليبرالية، رصدت أخبار وأوضاع المسلمين الثقافية والإقتصادية والتعليمية في مقاطعتي أورنبورغ وأوفا، وتتبعت الأخبار السياسية، وخاصة أداء النوّاب المسلمين في مجلس "الدوما" الروسي، كما نشرت "وقت" عدد من الأعمال والمقالات الأدبية والدينية والتاريخية لعدد من الكتّاب والمفكرين التتار الكبار أمثال: موسى جار الله بيكييف (1878- 1949م)، ومجيد غفوري (1880- 1934م)، وأحمد زكي وليدي (1890- 1970م)، وجلال وليدي (1887- 1932م)، وعبد الرشيد ابراهيموف (1857- 1944م)، ورضاء الدين فخر الدين، وغيرهم.

وقد أصدرت جريدة "وقت" عام 1908م مجلة "شورا" كملحق لها، وهي مجلة أدبية تاريخية علمية باللغة التترية القازانية، واستمرت للعام 1918م، كما أصدرت مطبعة الجريدة عشرات العناوين من الكتب لعدد من الكتّاب التتار، وبذلك تحولت جريدة "وقت" إلى مؤسسة ثقافية كبيرة لدى التتار.

في 26 يناير 1918م تم إغلاق الجريدة، وصُودرت أموالها (أكثر من نصف مليون روبل)، كما صودرت جميع ممتلكاتها أيضا.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس

التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022