حالت الظروف التي فرضتها جائحة كورونا دون مشاركة جميع الراغبين، ومع ذلك، سجلت المسابقة القرآنية الأوكرانية السنوية في هذا العام أعدادا قياسية، بلغت 103 متسابق بين ذكور وإناث، ومن مختلف الأعمار والجنسيات.
هذا ما قاله الشيخ مراد سليمانوف رئيس الهيئة الأوكرانية لتحفظ القرآن الكريم، في ختام المسابقة التي نظمتها الهيئة في مسجد المركز الثقافي الإسلامي بالعاصمة كييف، برعاية اتحاد المنظمات الاجتماعية "الرائد"، والإدارة الدينية لمسلمي أوكرانيا "أمّة".
ساعات إيمان وأمل
على مدار يومي السبت والأحد 14 و15 نوفمبر 2020، صدحت حناجر المشاركين بتلاوة القرآن داخل المسجد، ضمن 5 مستويات (القرآن كاملا - 15 جزءا - 10 أجزاء - 5 أجزاء - جزءان).
وحول هذا المشهد الذي بثته صفحة المركز مباشرة على فيسبوك، قال الشيخ شادي عثمان رئيس لجنة التحكيم، ورئيس المجلس الأوكراني للإفتاء والبحوث، وإمام المركز الثقافي الإسلامي في مدينة خاركيف، قال: "كانت ساعات خير وبركة على المشاركين والحاضرين، أجواءها تزيد الإيمان والأمل، ونتائجها دليل على أن عملية تعليم وتحفيظ القرآن الكريم في أوكرانيا تسير بوتيرة متصاعدة صحيحة".
وأضاف: "الشعور لا يوصف بسهولة، ولكن، جميل أن ترى المسلمين -على اختلافات أعمارهم وأجناسهم- في مكان واحد، يتنافسون في خير مجالات يحبها الله ورسوله".
فسيفساء المشاركين
جمعت المسابقة في نسختها الحادية والعشرين مشاركين من جنسيات وأعراق مختلفة (أوكرانيون - تتار - عرب - أفارقة - آسيويون)، القاسم المشترك بينهم كان حب الإسلام والقرآن، أما الشرط (بحسب الهيئة) فهو حمل الجنسية الأوكرانية، أو الإقامة الرسمية على أراضي أوكرانيا.
حول حجم المشاركة وتقييمها يقول الشيخ حيدر الحاج عضو لجنة التحكيم، وهو أيضا أحد مسؤولي الهيئة وأكبر محفظيها، يحفظ القرآن بقراءاته العشر وصحيح البخاري ومسلم، وهو أستاذ متخصص في الفقه على المذاهب الأربعة، يقول: "من أصل 103 متسابقين 44 طفلة وفتاة ومرأة. هذا الرقم يسعدنا، فقد وصلنا -بحمد الله- إلى يوم استطاعت فيه الأخوات التعلم والحفظ بمنهجية، بعد أن كان الأمر يقتصر بشكل واسع على الذكور أكثر".
وأضاف: "أصغر المتسابقين كان طفلا في أعوامه الأولى، وأكبرهم رجل تجاوز الخمسين. من المتسابقين أطفال تميزوا عن غيرهم بقوة الحفظ وجودة التلاوة، كالطفل علي ماليكوف، والأختان خديجة ومدينة سوغروب".
نشوة الختام
أجواء ختام المسابقة لم تكن أقل روحانية من فعالياتها، فبعد الإعلان عن فوز الشاب جمال الدين كمال الدين بالمركز الأول في فئة "القرآن كاملا، وتوزيع الجوائز المالية والرمزية على باقي الفائزين والمشاركين، سادت فرحة بالنجاح مع شيء من الحزن سببه نهاية هذا العرس الإيماني الذي طال انتظاره.
يقول الشيخ محمد ماموتوف، وهو إمام المركز الثقافي الإسلامي في مدينة زابوريجا، وخريج سابق من مركز "الرضوان" لتحفيظ القرآن في القرم المحتل، وأستاذ محفظ في "الهيئة"، يقول: "هذه المشاعر تتكرر سنويا، فالحدث بات سنة نستعد لها معدة طويلة، ونحزن لنهايتها فترة أطول".
وختم بالقول: "أذكر عندما كنت طالبا في مركز "الرضوان"، وأحمد الله أننا اليوم نشهد انتشارا واسعا للحفظة المتمسكين بدينهم وكتابهم. أسأل الله أن يجعلهم منارة خير في مجتمع أوكرانيا".
أوكرانيا برس - اتحاد "الرائد"
حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022