العمل الحزبي والأحزاب "الافتراضية" في أوكرانيا

نسخة للطباعة2019.07.19

صفوان جولاق - رئيس التحرير

لطبيعة الأحزاب السياسية في أوكرانيا خصوصية تميزها عن غيرها من الأحزاب في دول العالم، فهي ليست أحزابا شمولية تمجد وتقدس الشخص الواحد في أنظمة ديكتاتورية تحكم طويلا، وليس من بينها أحزاب رئيسية ثابتة تغير قياداتها بحسب الحاجة ومرور الزمن.

يغلب على الأحزاب الأوكرانية طابع الشركات الخاصة، بل إن بعضها يرتبط فعلا باسم "المالك"، الذي يقودها ويوجهها كما يشاء، هو ومجلس إدارته الخاصة.

ولهذا، لا عجب من أن تكون هذه "الشركات" تابعة لرجال أعمال أو فئة الأوليغارشية، فهم الأقدر على تأسيس أحزاب والصرف عليها، وهذا أيضا واحد من أبرز الفروقات بين الأحزاب الأوكرانية وغيرها.

يمكن القول هنا إن اختلاف هذه الأحزاب فيما بينها مبني على شخصية "المالك" قبل أي شيء آخر، وصفات هذه الشخصية هي غالبا ما تؤثر على آراء وانطباعات الناخبين والعامة، الذين قلما يدركون أوجه الفرق بين برامج وسياسات تلك "الأحزاب"، التي قد تكون متشابهة أو حتى متطابقة أصلا.

الأحزاب الافتراضية

مع كل مناسبة انتخابية، تظهر في أوكرانيا أحزاب بمسميات ووجوه جديدة، وتستعجل أحزاب سابقة إعادة إنتاج نفسها بحسب الحاجة، حتى لا تموت وتختفي كغيرها.

وهنا تبرز حقيقة متكررة، بأن كثيرا من هذه الأحزاب "افتراضية"، ظاهرها اختلاف التوجهات ووجهات النظر، أما باطنها فجمع أكبر عدد ممكن من الأصوات في خندق واحد، يصب بالنهاية في صالح حزب شخص معين، قبل أن تختفي عن المشهد ببطئ.

لمزيد من التأييد والدعم، تستقطب هذه الأحزاب "الافتراضية" وتقوم على أساس وجوه سياسية أو فنية أو رياضية وعسكرية وغيرها، تحظى بالاحترام والحب والتقدير، حتى وإن كانت تفتقر إلى الخبرة، فالحقيقة أكدت أن الأوكرانيين سئموا ذوي الخبرة.

الأمثلة الراهنة كثيرة وواضحة، وحتى لا أخوض في مشهد الأحزاب وحقيقتها أطرح مثالا من الماضي، عندما برز حزب "أوكرانيا إلى الأمام"، بوجوه سياسية ورياضية معروفة.

الخلاصة أن "العمل الحزبي" معدوم فعليا في أوكرانيا، ولهذا تدار السياسة فيها وفق وجهات نظر أشخاص يمثلون غالبا الطبقة الغنية الأوليغارشية، وما على الناخب إلا أن يختار بينهم ديموقراطيا.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

أوكرانيا برس

العلامات: 
التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022