الحراك الانفصالي في منطقة زاكارباتيا يطل برأسه.. ما العمل؟

نسخة للطباعة2020.12.04
فالينتين هايداي - محلل سياسي

بينما جل اهتمامنا ينصب على القرم والدونباس، تتطور نزعة انفصالية حقيقية في أقاليم أوكرانيا الأخرى، حيث تمنح الجوازات الرومانية في إقليمي تشيرنيفتسي وأوديسا، وتزدهر مافيا الكهرمان في فولين وبوليسيه، حيث لا تسيطر الشرطة عمليا على مناطق كاملة. 

بالطبع، يضاف إلى هذه القائمة زاكارباتيا، حيث ترفع الأعلام المجرية وتمنح جوازات دولتها، بالإضافة إلى أن أعضاء المجالس المحلية يغنون النشيد المجري!.

اكتسبت الحركة الانفصالية في زاكارباتيا وتدخل المجر في شؤون هذا الإقليم الأوكراني أبعادا غير مقبولة. 

بالطبع، الحديث لا يدور حول ما يشبه سيناريو القرم، ولكن يتعين على قوات الأمن والسلطات المركزية اتخاذ عدد من التدابير لتحاشي تبعات أفعال بودابست الضارة في هذا الإقليم، ومن ذلك:

1. يجب على ادارة أمن الدولة أن تنفذ على الفور عملية خاصة في زاكارباتيا لكبح الانفصالية المجرية وتدخل المجر في الشؤون الداخلية الأوكرانية. يجب أن تتمثل العملية في مصادرة الجوازات المجرية من سكان زاكارباتيا، والمبادرة لفتح قضايا جنائية بحق الأشخاص المتورطين في تسليم الجوازات وتنظيم الحصول على الجنسية المجرية.

2. يجب على حرس حدود الدولة أن يوسعوا بشكل كبير قائمة المواطنين المجريين الذين سيمنعون من دخول أوكرانيا. يجب أن تشمل هذه القائمة، بالإضافة إلى الأشخاص الأخرين، بيتر سيّارتو وزير خارجية المجر وأعضاء البرلمان المجري والسياسيين والمسؤولين الآخرين في هذه الدولة.

3. يجب إزالة جميع رموز الإمبريالية المجرية في زاكارباتيا، ولا سيما تمثال تورول، الطائر الأسطوري الذي يحرس حدود "المجر الكبرى" وفق الأسطورة. لقد نصبت هذه التماثيل في أوجهورود وموكاتشيفو وبيريغوفو والمناطق المأهولة الأخرى في زاكارباتيا.

لا يجب الخوف من عواقب هذه التدابير، إذ لن تليها أية تبعات سلبية فعلية. تبتز المجر أوكرانيا فقط في مسألة تجميد الحوار مع الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي وتهدد بإعاقة اندماجنا مع هذه الاتحادات. 

هذه حجة واهية للغاية، إذ لا يمكن إيقاف ما ليس موجودا، حيث لا ينوي أحد قبول انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، ولا تمتلك المجر بكل بساطة أي أدوات أخرى للضغط على أوكرانيا.

يجب أن تستعيد أوكرانيا مكانتها، وللقيام بذلك يجب أن تتعلم كيف تدافع عن مصالحها الوطنية، التي لن ترضي بالطبع بعض جيراننا الغربيين. لكن هذا أمر طبيعي وعادي. 

يبقى سؤال آخر، هل سيكون لدى الأجهزة الخاصة والسلطة ما يكفي من القوة والحزم للقيام بذلك؟ لا، حسبما أظن.

اشترك في قناتنا على "تيليجرام" ليصلك كل جديد... (https://t.me/Ukr_Press)

المادة أعلاه تعبر عن رأي المصدر، أو الكاتبـ/ـة، أو الكتّاب، ولا تعبر بالضرورة عن رأي "أوكرانيا برس".

أوكرانيا برس - "كوريسبوندينت"

التصنيفات: 

حقوق النشر محفوظة لوكالة "أوكرانيا برس" 2010-2022